في 2007، طلب المخرج اليوناني إيانيس سماراجدس من فانجيليس أن يكتب موسيقى تصويرية لفيلم El Greco (إل غريكو). كان الفيلم عن حياة رسام عصر النهضة الأوربية في القرن السادس عشر، إل غريكو، بداية من سفره من جزيرته الأم كريت بحثا عن الحرية الفنية. يستكشف الفيلم العوالم المضيئة في أعمال الفنان والتي غالبا ما كانت تثير عليه مجابهات ولكنها أخيرا قادته إلى الشهرة. كان موضوع لحن النهاية سببا في تأكيد احترام فانجيليس الذي سبق أن حظي بالإكبار كمؤلف موسيقى تصويرية للأفلام مثيرة للعواطف. في أكتوبر أفتتح عرض الفيلم في دور السينما في اليونان. وحضر الفيلم أعداد كسرت كل الأرقام القياسية في السينما اليونانية وبقي على رأس الأفلام المدرة للدخل لمدة عام كامل.
في ديسمبر 2007، أعيد عرض فيلم ريدلي سكوت (بليد رانر) وذلك بمناسبة الذكرى 25 لصدور الفيلم. أعيد تجهيز الفيلم بشغف للعصر الرقمي. وصدر في مجموعة من ثلاث اسطوانات مدمجة تسجيلات للموسيقى التصويرية التي أبدعها فانجيليس لثلاثية (بليد رانر) في نفس العام.
في سنة 2011 م قدم فانجيليس حفلا موسيقيا كبيرا تحت عنوان "الأمل" في العاصمة القطرية الدوحة بمناسبة افتتاح المسرح المكشوف في الحي الثقافي كتارا. وكانت هذه المناسبة تكريماً لمنتدى الأمم المتحدة الرابع لتحالف الحضارات وشهد الافتتاح حضورا رفيع المستوى من رؤساء الدول وعدد من الشخصيات الدولية.
عندما يأتي الأمر إلى إبداع موسيقى جديدة فإن فانجيليس يحاول الإمساك بالموسيقى دون التأثر بالمنطق أو إمكانية التغيير، أو حسب تعبير المؤلف العظيم: "الفكر أداة للتحليل، ولذا لا يمكن أن يكون أداة للإبداع".
في الواقع، أن الجوهر الحقيقي لموسيقى لفانجيليس أنه عندما يبدع موسيقاه يفقد نفسه تماما في تلك اللحظة، مستعملا عقله ويديه لإبداع مؤلفاته. وعندما طلب منه أن يعلل كيف يأتي بكل ذلك الكم غير المحدود من الألحان، قال فانجيليس "أنا أظن أن الألحان تصدح في الفضاء من حولنا. إنها في الطبيعة. نحن نغتسل في شلال من الأصوات فإما أن نسمعها أو لا نسمعها. فإن هيئنا أنفسنا لاستقبالها فإنها تأتي إلينا. أنا لست أكثر من رادار يستقبل رسالة من السماء".
اتخذت حياة فانجيليس المتشعبة العديد من الانعطافات والتقلبات وعبر الزمن اتخذت موسيقاه تتضمن معاني بعيدة الغور. إن موسيقاه تُلهم، وتسمو وتشفي السلالة الإنسانية، وقد وسعت الآفاق التقليدية للموسيقى. لا شك أن فانجيليس سوف يعتبر في السنوات القادمة أحد أعظم المؤلفين الموسيقيين في القرن الحادي والعشرين .
أيضا في 2001، عاد فانجيليس إلى كتابة موسيقى للمسرح، فألف موسيقى للممثلة اليونانية إرين باباس لإنتاج ثلاثية إغريقية. كما كتب موسيقى تصويرية لنسخة المنتج المجري جيورجي تشوياداس عن مسرحية شكسبير The Tempest (العاصفة) التي أديت في بودابست، المجر.
في 2002 ألّف فانجيليس نشيد فيفا الرسمي لكأس العالم التي استضافتها كل من اليابان وكوريا. تم أداء النشيد في حفلة الافتتاح في بوسان، كوريا. تميز النشيد بتوزيع مقاطع من الموسيقى الكورية واليابانية. أثار النشيد شعورا بوحدة العالم كما أشعل شغف عظيم باللعبة. وفيما بعد تم إصدار أسطوانة مفردة في اليابان وأصبحت أكثر الاسطوانات بيعا لفنان عالمي في 2002.
لم تكن اهتمامات فانجيليس الفنية محصورة في التأليف الموسيقي. منذ طفولته كان فانجيليس شغوفا بالرسم والنحت. في 2003 قرر فانجيليس عرض أعماله الفنية في أول معرض له. وافق على عرض 70 لوحة احتفالات مدينة فالنسيا الإسبانية التي تقام كل قرنين.
بعد نجاح معرض لوحات فانجيليس، أعيد عرض أعماله الفنية في العديد من المعارض الفنية المحترمة حول العالم. لم يكن ذلك الإنجاز الوحيد لفانجيليس في 2003، إذ نشر كتاب له يتضمن بعض اللوحات من أعماه الفنية تحت عنوان بسيط هو Vangelis (فانجيليس).
في نفس السنة تلقى فانجيليس ميدالية ناسا للخدمة العامة. قدمت الميدالية له اعترافا بمساهماته البارزة في رؤية ناسا. تمثل الميدالية أعلى تكريم تقدمه ناسا لأشخاص غير موظفين بالحكومة.
في أكتوبر، أصدر فانجيليس ألبوم Odyssey – The Definitive Collection (اوديسي – المجموعة النهائية). جاء الألبوم احتفاء بمسيرته اللامعة في عالم الموسيقى على مدير فترة 30 عاما. تضمنت المجموعة أكثر مقطوعات فانجيليس شهرة، آخذة المستمع في رحلة سحرية عبر الزمن. تلك المجموعة شملت لحنين لم ينشرا من قبل هما Celtic Dawn (فجر كلتي) والموضوع الأساسي من (كفافي).
في 2004 وافق فانجيليس على تأليف موسيقى تصويرية لفيلم ملحمي من إخراج أوليفر ستون بعنوان Alexander (الإسكندر). كان الفيلم عن حياة الملك المقدوني الشاب الذي نجح في بناء إمبراطورية شاسعة في القرن الثالث قبل الميلاد. تميزت الموسيقى بعودة فانجيليس إلى تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم كبير، بعد 12 سنة من الانقطاع. تضمنت موسيقى فانجيليس التصويرية، ولأول مرة، عزف أوركسترا سيمفونية حقيقية مدمجة مع روائعه الصوتية الخاصة به. كان لكل منظر في الفيلم موسيقاه التصويرية المؤلفة خصيصا لذلك المنظر، متمما لأحاسيس مثيرة لطقوس غريبة من بلدان بعيدة. قوبلت الموسيقى المرعبة بأعلى إطراء حيث حصل فانجيليس على جائزة اختيار الجمهور في حفلة توزيع جوائز أفضل موسيقى تصويرية للأفلام في 2005.
تبع ألبوم (أصوات) ألبوم بعنوان Oceanic (المحيطات) استلهم فانجيليس فيه حبه لمحيطات الأرض الجميلة. صدر الألبوم في 1996 مستكشفا غموض الأعماق المائية في العالم ومصورا حلم الإبحار إلى موانئ بعيدة. عبر ألبوم (المحيطات) عن أفضل أعمال فانجيليس السيمفونية مما يمنح المستمع إحساسا أنه يقوم برحلة استكشافية من خلال موسيقى عوالم الشعر السحرية المعبرة عن كنوز الأرض.
في 1997، قبل فانجيليس تكليفا من اللجنة المنظمة في أثينا. كأن المشروع هو عرض مسرحي أوركسترا لي مباشر في حفلة افتتاح البطولة العالمية السادسة للرياضة والتي كان مقررا إقامتها في أغسطس. تحول استاد أثينا الأولمبي إلى حفلة مذهلة من الأضواء والصور والموسيقى والرقص. حضر الحفلة 60,000 مشاهد، وبثت الحفلة تلفزيونا إلى ملايين المشاهدين حول العالم. ألّف فانجيليس خصيصا للمناسبة مقطوعات تسمو بالروح استعملت في بعض فقرات الحفلة.
كان لرسام القرن 16، إل غريكو، تأثيرا عميقا على فانجيليس. عندما علم أن المتحف الوطني في أثينا كان في شديد الحاجة لاقتناء لوحة إل غريكو المسماة "القديس بول"، ألف ألبوم للإشادة بالفنان سماه A Tribute to El Greco (إشادة بإل غريكو). صدر الألبوم في طبعة محدودة من 3,000 نسخة لا يمكن الحصول عليها إلا من المتحف الوطني في أثينا. وخصص إيراد المبيعات لدعم تمويل تحقيق هدف المتحف.
وفي 1998 صدر الألبوم في طبعة تجارية باسم El Greco (إل غريكو). أظهرت الموسيقى الجانب الرائق والمتأمل عند فانجيليس. كانت الصفات التأملية للألبوم محل ترحاب حار مما دفع إلى أدائها بأصوات التينور اليوناني المشهور كونستانتينوس بالياتسارات والسوبرانو الإسبانية مونتسيرّات كابالي.
في 1999، تم تكليف فانجيليس لإبداع موسيقى تصاحب كشف الستار عن الشعار الرسمي للألعاب الأولمبية 2004. وبعد سنة، في 2000، تم اختياره ليكون المدير الفني لحفلة تسليم العلم الأولمبي في سيدني.
في 28 يونيو 2001 كان كوكب المريخ الأحمر في أقرب موقع له من الأرض منذ أكثر من عقد. حصل ذلك بالتزامن مع تقديم فانجيليس جوقة الفضاء السيمفونية بعنوان Mythodea (ميثوديا) في معبد الرب الأولمبي زيوس في أثينا. كانت تلك أول حفلة موسيقية تقام في ذلك المكان المقدس قديما. حظيت المناسبة برعاية ومشاركة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. كما أن ناسا اختارت موسيقاه لمرافقة رحلة أوديسي إلى كوكب المريخ. في الحفلة تم أداء موسيقى فانجيليس بصوتي اثنتان من السوبرانو المشهورتان عالميا هما كاثرين باتل وجيسي نورمان. كما شارك في الأداء الموسيقى أوركسترا متروبوليتان لندن وجوقة أثينا الوطنية بمشاركة شخصية من فانجيليس بالعزف على لوحات مفاتيح إليكترونية. بعد الحفلة تلقى فانجيليس لقب الشرف Chevalier de la Légion d’honneur (فارس فرقة الشرف) من الجمهورية الفرنسية تقديرا لمشاركاته المثالية في الخدمة العامة.
خلال حياته الخصبة بالإنجازات الموسيقية تلقى فانجيليس العديد من جوائز التكريم والألقاب، إلا أن جائزة واحدة تبقى الأبرز – وهي لقب "فارس الفنون والآداب" التي نالها فانجيليس من الجمهورية الفرنسية في 1992 تقديرا لمساهمته الهامة للفنون.
في يوليو 1994 صدر ألبوم الموسيقى التصويرية لفيلم (بليد رانر) الذي كان الجمهور ينتظره بلهفة. تزامن ذلك مع إعادة عرض الفيلم. أضاف فانجيليس مقطوعات كتبها خصيصا للفيلم ولكنها حذفت سابقا. أتى الشغف في تجميع الألبوم بما يتناسب مع القصة ويبرز أهم اللحظات في هذا الفيلم الأيقوني.
طوال حياته المهنية اللامعة، تجنب فانجيليس المشاركة الفعلية في الترويج لموسيقاه. أعطى قليل جدا من المقابلات الإعلامية وتجنب الظهور الشخصي في وسائل الإعلام. كان فانجيليس يعتقد أن الموسيقى يجب أن يتم قبولها حسب جدارته ولا يستدعي ذلك ظهوره في وسائل الإعلام الجماهيرية.
ولكن أحيانا يأتي الترويج من أقل المصادر توقعا. في 1995، تعرض فانجيليس لأكثر قصص النجاح التجاري عندما اختار الملاكم الألماني موسيقى فيلم 1492: Conquest of Paradise (فتح الجنة) لازمه شخصية لتقديمه إلى الحلبة. أثارت الموسيقى حماس الجمهور وسريعا انتشرت الشعبية إلى الإذاعة في بثها المنتظم. نتج عن وصول موسيقى فانجيليس إلى الجماهير العريضة في طول أوربا وعرضها. وتم إصدار اسطوانة مفردة للمقدمة الموسيقية للفيلم وحققت نجاحا باهرا.
في ألمانيا كانت أكثر الاسطوانات بيعا في تاريخ قوائم المفضلات الموسيقية. وكانت نفس القصة مع الألبوم حيث حصل على شهادات الألبوم الذهبي ثم الألبوم البلاتيني في أكث من 20 بلدا. أصبح ألوم (فتح الجنة) أحد أكثر مؤلفات الموسيقى الحديثة تعرفا من قبل الجمهور وكثيرا ما حجب ذلك مقطوعات فانجيليس الشهيرة الأخرى.
في أواخر 1995 أصدر فانجيليس إبداعه المثير للمشاعر باسم Voices (أصوات) الذي فيه أضاف لموسيقاه لأول مرة صوت بشري. تميز الألبوم بأغانيه الحسية والتعبير الأركسترا لي عن الحياة الليلية اللاهثة. ثم أصدر اسطوانتين مفردة لأغنيتين من الألبوم إحداهما المقدمة الآسرة لألبوم (أصوات) والثانية كانت أغنية غامضة بعنوان Ask the Mountains (اسأل الجبال). وضمت الثانية أغنية نادرة بعنوان Slow Piece (مقطوعة هادئة).
وبعد بضعة أشهر، 1996، طلب المخرج اليوناني إيانيس سماراجديس أن يكتب الموسيقى التصويرية لفيلم Kavavis (كافافيس). كان الفيلم تعبيرا عن حياة الشاعر اليوناني المعاصر كونستانتين كافافي. صورت القصة في قالب حلم قصه كافافي وهو في سرير مرضه الأخير. استخدمت القصة حوارا قصيرا يعتمد معظمه على قراءة من شعر كافافي واستغل فانجيليس ذلك ببراعة لاستخراج كامن القصة. تم عرض الفيلم في العديد من مهرجانات الأفلام المشهورة ونال فانجيليس جائزتين تقديريتين على موسيقاه التصويرية.
في يوليو 1989 أصدر ألبوم Themes (موضوعات). كان الألبوم يمثل استعادة لمنجزات فانجيليس خلال 20 عاما من العمل على الموسيقى التصويرية للأفلام. شمل الألبوم مقطوعات لم يسبق نشرها من قبل وهي مقتطفات في أفلام Blade Runner (بليد رانر)، The Bounty (التمرد على السفينة باونتي)، و Missing (مفقود). أعاد الألبوم تقديم موسيقى فانجيليس لجمهور جديد وتلقى إشادة النقاد. كما وسائل الإعلام الموسيقي على وجه الخصوص احتفت ببلاغة وطول عمر موسيقى فانجيليس.
أثناء زيارة إلى روما لكتابة الموسيقى التصويرية لفيلم Francesco (فرانشيسكو) أبدع فانجيليس عفويا سلسلة من المقطوعات أثناء مكوثه في جناحه بالفندق. صورت تلك المقطوعات طبيعة الحياة في مدينة صاخبة، من الفجر إلى الغروب. وشمل الألبوم عينات متنوعة من أصوات الحياة اليومية، مما يجعل المستمع يتخيل ببساطة أنه موجود هناك، حيث أن الموسيقى أوجدت صورا بصرية رائعة لحياة المدينة. تم إصدار الألبوم في العام التالي، 1990، تحت اسم بسيط The City (المدينة).
في مايو 1991 انضم فانجيليس إلى لجنة التحكيم في مهرجان كان للأفلام. وبعد بضعة أشهر، في سبتمبر، أصدر جون وفانجيليس رابع عمل مشترك لهما، سموه Page of Life (صفحة من الحياة). وكانت الأسطوانة المفردة لأغنية Wisdom Chain (سلسلة الحكمة) تشمل في خلفها مقطوعة نادرة Sing With Your Eyes (غنً بعينيك).
في الصيف استضاف فانجيليس حفلة موسيقية أقيمت على مسرح أوديون هيرودس أتيكس المدرج القديم. كانت الحفلة للاحتفاء بالفنون والشعر والأدب. تميزت الحفلة بأداء ضيوف هم ألن بيتس, فاني أردنت، والسوبرانو ماركيلا هاتزيانو.
وأيضا في 1991 أبدع موسيقى تصويرية لمجموعة أفلام وثائقية بإشراف البحار الشهير جاك كوستيو. كما أن كوستيو وفانجيليس حضرا فيلما خصيصا لمؤتمر الأرض الذي عقد في ريو دي جانيرو عام 1992. كان الفيلم رسالة تنبيه للزعماء عن التأثيرات المدمرة لبيئة كوكبنا. اشار الفيلم إلى المعدل المقلق لتغيرات المناخ السائدة حول الأرض.
في 1992 أبدع فانجيليس موسيقى تصويرية لعرض مسرحيةى نوريا إسبرتس Medea (مديا) التي تميزت بتمثيل ماريا باباس. كما أن فانجيليس أبدع الموسيقى التصويرية لفيلم رومان بولانسكي عن قصة حب حزينة Bitter Moon (القمر المُرّ).
وكذلك في 1992، تماما بعد عقد من إنجاز فانجيليس للموسيقى التصويرية لفيلم (بليد رانر) طلب منه المخرج ريدلي سكوت أن يكتب الموسيقى التصويرية لفيلمه الملحمي التالي 1492 Conquest of Paradise (فتح الجنة). موضوع الفيلم كان عن أكثر الشخصيات التاريخية شهرة - وهو كريستوفر كولمبوس. تزامن الفيلم مع الذكرى 500 لأول رحلات كولمبوس إلى العالم الجديد. أبدع فانجيليس بموسيقاه إيجاد جو عام للفيلم. جاءت الموسيقى تصويرا للإحساس بالبالة، والإحساس بفشل تمنيات وتطلعات طاقم الرحلة في إنجاز اكتشافات جديدة.
في 1986 أضاف فانجيليس اللمسات النهائية إلى عمله التعاوني الثاني مع الممثلة اليونانية إيرين باباس. تم عرض الأغاني اليونانية لأول مرة في البندقية بأداء إيرين باباس وصدر الألبوم في اليونان باسم Rhapsodies (مجموعة أغاني).
في 25 مايو 1986 أقيم مهرجان تحت عنوان "الرياضة تدعم الأعمال الخيرية" وهو مهرجان خيري لجمع أموال لدعم أعمال إغاثة المجاعة في أفريقيا نظمه المغني (بوب غيلدوف). أقيم الحدث في مناطق مختلفة من العالم بالتزامن حيث كانت تبث مقاطع فيديو حي من تلك المناطق. كان البث التلفزيوني على خلفية موسيقية أبدعها فانجيليس خصيصا لذلك الحدث. كان بث الحدث على خلفية موسيقية أبدعها فانجيليس خصيصا لتلك المناسبة. أضاف اللحن إحساسا بالحماس والترقب للحدث مما شجع الجميع الذين شاهدوا تلك المناسبة على الخروج والمساهمة بالتبرع. يقدر أن عدد من شاهد المناسبة بحوالي 20 مليون شخص مما جعل من الحدث أكبر مناسبة رياضية في التاريخ.
في نفس السنة قرر عالم الدكتور كارل سيجان أن يعيد تسجيل مسلسل Cosmos (الكون) الوثائقي لإعادة بثه تلفزيونيا. كان أول بث للمسلسل في 1980 على خلفية موسيقية تم اختيارها من أعمال فانجيليس حتى ذلك الحين. ولكن هذه المرة كان فانجيليس مشاركا نشطا في إعادة التسجيل حيث عزف موسيقاه الأصلية في ضوء الإضافات مما خلق جوا قويا في تأثيره.
في صيف 1986، سافر فانجيليس إلى لوس أنجليس. خلال تلك الفترة ألف فانجيليس موسيقى على كيبورد محمول وضع في غرفته بالفندق. وهنا كتب ثالث مؤلفاته للباليه الملكي باسم Beauty and the Beast (الجميلة والوحش) الذي تم عرضه لأول مرة في ديسمبر. تضمن الباليه تصميمات مسرح باذخة من عمل جان مايكل بينكووسكي. كما أن فان جيليس عزف منفردا في حفلة نادرة أقيمت بالقاعة الملكية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس حيث عزف ارتجالا كثير من مؤلفاته المعروفة.
في 1987 وجهت دعوة لفانجيليس من وزيرة الثقافة اليونانية مينا ميركور لإحياء حفلتين. أقيمت الحفلتان على مسرح أوديون هيرودس أتيكس القديم المدرج بأثينا. كان عائد الحفلتين لدعم صندوق المحافظة على مبنى الأركيبوليس.
للأسف، بعد 13 عاما، تم إغلاق أبواب استوديو نيمو الأسطورية في لندن. بحلول منتصف الثمانينيات. تمكن فانجيليس من الحفاظ على نموذجه من أستوديو التسجيلات الكبير، ولم يكن ذلك أكبر من طاولة مكتبية صغيرة. مكن ذلك الترتيب فانجيليس من التنقل بحرية مما سمح له بالسفر حول العالم ومع ذلك يقوم بتسجيل موسيقاه كل يوم من أي موقع.
أول ألبوم تم تأليفه بعد حقبة استوديو نيمو كان بعنوان Direct (مباشر) الذي صدر في سبتمبر 1988. تكون الألبوم من مقاطع زاهية رقيقة من موسيقى سيمفونية. كانت موسيقى الألبوم تنساب بسهولة وعفوية مما يثير مشاعر التفاؤل بالحياة. هذا الإصدار مثل بداية جديدة لفانجيليس تحمل تجاربه الصوتية إلى العقد التالي.
في يونيو 1984 ألف فانجيليس الموسيقى التصويرية لفيلم Mutiny on the Bounty (تمرد على السفينة باونتي) الذي أخرجه روجر دونالدسن من بطولة أنثوني هوبكنز وميل جيبسن. كان الفيلم تصويرا تاريخيا صحيحا لأحداث التمرد على السفينة الحربية البريطانية باونتي. تظهر الموسيقى التصويرية تنامي ثقة فانجيليس في مقدرته على كتابة موسيقى معاصرة لحقبة الفيلم. احتوت الموسيقى التصويرية على توزيع أوركسترا حاد يعكس الرحلة المضطربة للسفينة والعلاقات المتوترة بين طاقم السفينة وضباطها.
إلا أن نجاح فانجيليس الموسيقي في صناعة الأفلام لم يمنعه من مواصلة اكتشافاته الموسيقية. كان مشروعه التالي عن دورة الحياة والطبيعة الأم. فكان أول ألبوم خاص به منذ ثلاث سنوات طرحه باسم Soil Festivities (مهرجانات التربة) في سبتمبر 1984. عبرت الموسيقى عن التناغم بين الطبيعة والمخلوقات الفطرية متناهية الصغر. تمكنت الموسيقى التي أبدعها فانجيليس من محاكاة تقلبات الطبيعة بحركات مفاجئة ومؤثرة. استقبل الألبوم بإطراء محبي الموسيقى اللذين وجدوا فيه نموذجا رائعا بالرغم من أنه يمكن القول أن ذلك العمل ربما يكون من أقل أعمال فانجيليس سهولة للفهم.
واصل فانجيليس تعاونه مع صانع الأفلام فريدريك روسيف، ففي ديسمبر 1984 وضع الموسيقى التصويرية لفيلم الحياة البرية Sauvage et Beau (الوحشية والجمال) كانت الموسيقى أدخل سحرا خاصا على حيوانات روسيف التي تم تصويرها في بيئاتها الطبيعية. وتم عرض الفيلم في دور السينما حول أوروبا.
في فبراير 1985، تم طرح ألبوم باسم Invisible Connections (روابط غير مرئية). بينما كان تركيز (مهرجانات التربة) على الطبيعة على المستوى المتناهي الصغر، جاء (روابط غير مرئية) يغوص نحو الأعمق في عالم الجسيمات الأولية للمادة. كان يجذب الانتباه إلى عالم غير مرئي بالعين، عالم مجرد من المشاعر البشرية حيث يتعذر إدراك مرور الزمن.
بعد شهر من ذلك طرح فانجيليس ألبوم سماه Mask (قناع) حيث صعدت استكشافاته الموسيقية من عالم الجسيمات الأولية إلى عالم البشر المفهوم. كان الألبوم ينقب في مفهوم (القناع) الذي أصبح مهجورا بعدما كان القدماء يتخذونه وسيلة تخفي أو وسيلة تسلية. ما زالت القيمة الجوهرية للألبوم وثيقة الصلة بمجتمع اليوم فيما يتعلق بالمشاعر البشرية التي نحاول جميعا أن نخفيها خلف قناع. كانت الموسيقى ترشح بلحظات متألقة من التأمل الروحي ويزيدها تألقا التوزيع الصوتي.
في يوليو من نفس السنة أبدع موسيقى ثاني باليه له بعنوان Frankenstein: The Modern Prometheus (فرانكشتاين: الوحش الحديث). تم عرض الباليه لأول مرة في لنن على مسرح قاعة الأوبرا الملكية وأدت الرقصات فرقة الباليه الملكية. صمم الرقصات مدير الفرقة (وين إيغلنع). وكانت ملابس العرض الرائعة من تصميم ذائع الصيت (ديفيد إيمانويل). حظي الباليه بنجاح لدى الجمهور.
في نوفمبر 1981 أصدر جون وفانجيليس اسطوانة بعنوان I’ll Find My Way Home (سوف أجد طريقي إلى البيت). تلك الاسطوانة سرعان ما ارتقت قوائم الأغنيات المفضلة حتى وصلت إلى ما يعرف بتوب تن (العشر الأوائل). وتم إعادة إصدار ألبوم (أصدقاء السيد كايرو) في يناير 1982 بعد ضم (سوف أجد طريقي إلى البيت) التي أصبحت من أنجح الأغاني في المملكة المتحدة وأوربا كلها.
في 1982 وضع موسيقى تصويرية لفيلم الخيال العلمي الذي حققه ريدلي سكوت Blade Runner (بليد رانر) والذي تم عرضه في أواخر صيف ذلك العام. كان ذلك الفيلم عبارة عن مقاربة لرواية Do Androids Dream of Electric Sheep (هل يحلم الرجال الآليون بخراف كهربائية) التي كتبها مؤلف الخيال العلمي المشهور الأمريكي فيليب ديك. جاءت موسيقى فانجيليس التصويرية من نفس المناظر الفعالة والسرد القصصي الساحر، موسعة الحس السمعي وجاذبة المشاهد لرؤى ريدلي سكوت. بالرغم من أن هذا الفيلم لم يكن ناجحا في شباك التذاكر في البداية، فقد أصبح الآن من كلاسيكيات السينما الخالدة. ومنذ ذلك الحين أصبح الفيلم محل تقدير ناقدي السينما ومحبي أفلام الخيال العلمي حول العالم.
صدر ثالث الألبومات الغنائية لجون وفانجيليس Private Collection (مجموعة خاصة) في مايو 1983 فكان ذروة جهودهما التأملية حتى ذلك الحين. وتم دعم الألبوم بأغنية مفردة هي And When the Night Comes (وعندما يأتي المساء) وتبعتها أسطوانة مفردة أخرى He Is Sailing (إنه يبحر) بعد بضعة شهور.
وأيضا في نفس السنة كتب فانجيليس الموسيقى التصويرية للفيلم الياباني Antarctica (القارة القطبية) الذي أخرجه كوريوشي كوراهارا. أفتتح الفيلم في صالات السينما اليابانية في يوليو 1983 وهو قصة حقيقية عن بعثة علمية إلى القارة الجنوبية في 1958 وبسبب سوء الأحوال الجوية أضطر الفريق للعودة مخلفين سربا من كلاب سحب الزلاجات لتعيش لوحدها في القطب الجنوبي. كان اللحن الافتتاحي لفيلم القارة القطبية ينبئ عن قصة كرب شديد وإصرار أشد على مقارعة الظروف المناخية في القارة المتجمدة. أضافت موسيقى فانجيليس أبعادا إلى الأبعاد الذكية للقطات التركيز على الكلاب وهي تعدو على تضاريس متجمدة بحثا عن أصحابها. حظي الفيلم باستقبال هائل عند افتتاحه في اليابان وكانت له شعبية خاصة عند الأطفال. يبقى إلى اليوم فيلم القارة القطبية أكثر الأفلام اليابانية إيرادا.
ولكن فانجيليس لم يكن مكتفيا فقط بالموسيقى التصويرية للأفلام. فبدأ في أوائل الثمانينيات يؤلف موسيقى للباليه وللمسرح. فأبدع موسيقى باليه R B Sque التي خصص دخلها دعما لمنظمة العفو الدولية. كانت الرقصات من تصميم وين إيغلنغ لمدرسة الباليه الملكية وأديت على المسرح الملكي في لندن. كما أن فانجيليس كتب موسيقى مسرحية المخرج مايكل كاكويانيس عن مأساة Elektra (إليكترا) الإغريقية التي أدت دورها الممثلة اليونانية إيرين باباز. تم عرض المسرحية على المسرح الإغريقي المفتوح في إيبيداوروس باليونان.
في 1981 وضع فانجيليس الموسيقى التصويرية لفيلم بريطاني من إخراج هيو هدسن وإنتاج ديفيد بتمان الذي يحمل عنوان Chariots of Fire (عربات النار). كان الفيلم يتحدث عن قصة حقيقة لاثنان من العدائين البريطانيين كانا ضمن المتنافسين في الدورة الأولمبية لسنة 1924. أصبح العداءان الشابان أسرع اثنان في العالم. كانت الدوافع المحركة لكل منهما مختلفة عن دوافع الآخر وكانا قادمان من خلفيتين اجتماعيتين مختلفتين. في البداية حظي الفيلم بدعم منخفض من صناعة السينما ولكن عند عرضه ألهب خيال الجمهور العريض بحماس عظيم.
يكاد يكون من المؤكد أن النجاح البين للفيلم يعود إلى موسيقاه التصويرية التي ترتفع بالروح. كان لموسيقى فانجيليس الملهمة فعل جعل شخصيتي الفيلم أكبر من الواقع، مما جعل الجمهور يرتبط عاطفيا بهما. الفيلم الذي يعتبر الآن أهم فيلم كلاسيكي يكيف طموح البطولة وروح الرياضة الأولمبية. في مارس 1981 صدر ألبوم الموسيقى التصويرية لفيلم (عربات النار). كان الألبوم يضم عدد من المقاطع الموسيقية المثيرة للرهبة المتضمنة في الموسيقى التصويرية. وبعد ذلك عمل فانجيليس على تطوير تلك المقاطع إلى مؤلفات موسيقية كاملة. كان الأسلوب الارتجالي عاملا متمما لنجاح الفيلم.
في يوليو 1981 أصدر فانجيليس وجون أندرسن ثاني عمل تعاوني لهما وهو ألبوم أغاني باسم The Friends of Mr Cairo (أصدقاء السيد كايرو). كان الألبوم تعبيرا عن إجلالهما لسحر السينما في عصرها الذهبي.
في أكتوبر 1981 وضع فانجيليس الموسيقى التصويرية لفيلم فردريك روسيف التسجيلي عن حياة الرسام العظيم بابلو بيكاسو الذي كان عنوانه Pablo Picasso Painter (بابلو بيكاسو الرسام). كان الفيلم عبارة عن تجميع للمواقف المؤثرة التي مرت بحياة الرسام المشهور عالميا. كان روسيف بدأ العمل في ذلك المشروع قبل 30 سنة عندما بدأت صداقته بالرسام المشهور.
في فبراير 1982 وضع فانجيليس الموسيقى التصويرية لفيلم المخرج اليوناني كوستاس غافراس الذي أشاد به النقاد Missing (مفقود) من بطولة جاك ليمون وسيسي سباسك. كان الفيلم عن قصة سياسية من واقع الحياة وقد حصد العديد من الجوائز. أكدت الموسيقى التصويرية على معاناة فقدان شخص عزيز وسط توترات سياسية جياشة. أظهر الفيلم جانبا آخر من فانجيليس مما يبرهن على امتلاكه المقدرة على إبراز المشاعر الإنسانية الدامية ويظهر بامتياز مقدرة مقدمة الفيلم على إثارة تلك المشاعر.
بحلول 1982 حقق فيلم (عربات النار) مكانة مؤثرة في كونه يأسر المشاهدين حول العالم. في مساء 29 مارس أقيم حفل توزيع جوائز أكاديمية السينما (الأوسكار) في لوس أنجليس وحصد الفيلم أربع من تلك الجوائز بما في ذلك أوسكار لفانجيليس على موسيقاه التصويرية المتألقة. كانت الجائزة اعترافا بارزا بعبقرية فانجيليس الموسيقية. كان أول فنان يضع موسيقى أوركسترالية كاملة لفيلم مستخدما فقط أجهزة إليكترونية. بعد حفلة الأوسكار تسلقت اسطوانة موسيقى الفيلم قوائم الشعبية الموسيقية في أمريكا حتى أصبحت تحتل المركز الأول.
في يوليو 1978 أصدر فانجيليس ألبومه التالي Beaubourg (بيوبورغ). بعد زيارة لمركز بومبيدو في باريس حيث جدد إلهامه وعاد إلى لندن حيث ألف وسجل هذا الألبوم. كان الألبوم يدعو السامع إلى إعادة النظر في الموسيقى دون الالتفات إلى الأفكار المقولبة عن الموسيقى الغربية.
في وقت لاحق من نفس السنة عاد فانجيليس إلى أصوله الموسيقية حيث تعاون مع الممثلة اليونانية إيرين باباس في إنتاج ألبوم Odes (قصائد). كان الألبوم عبارة عن مجموعة من أغاني الفلكلور اليونانية التقليدية مما أعطى حياة جديدة لأغاني تقليدية مهملة أعاد ارتباطها بالجمهور في العصر الحديث. حصل الألبوم على نجاح فوري في اليونان.
كذلك أصدر فانجيليس في 1978 Opéra Sauvage (أوبرا وحشية) وهو عبارة عن ألبوم كامل يحتوي على الموسيقى التصويرية لمسلسل فريدريك روسيف الوثائقي التلفزيوني. كان الألبوم يشمل ألحانا مذهلة تتخللها لحظات تأمل روحي عميق.
في 1979 أنتج فانجيليس ألبوما سماه China (الصين). كان مفتونا بالبلد وأهلها وتقاليدها الموسيقية العتيقة. مكن الألبوم فانجيليس من استكشاف مناطق موسيقية جديدة من خلال دمج مؤلفات سيمفونية مع مقطوعات لآلات إيقاعية مرتادا بذلك مجاهل لم يطأها من قبل.
وأيضا في 1979 بدأ فانجيليس تعاونا مع المنشد جون أندرسن. عمل الموسيقيان بشكل مباشر فأنجزا مجموعة من الأغاني وتم إصدار تلك الأغاني في 1980 تحت عنوان Jon and Vangelis (جون وفانجيليس) وكان اسم الألبوم Short Stories (قصص قصيرة). حظي هذا التعاون بشعبية جعلت لكل منهما نجاحا في قوائم الموسيقى المفضلة.
في يونيو 1980 أصدر فانجيليس ألبوم See You Later (أراك لاحقا). كان الألبوم نظرة ساخرة من مستقبل العزلة في المجتمع المعاصر، مشككا في الحياة نفسها. استخدم فانجيليس أصوات منشدين ضيوف شرف لتأكيد قضية الألبوم المحورية.
في سبتمبر 1980 أحدث مسلسل أمريكي تسجيلي علمي ضجة عالمية. كان ذلك مسلسل Cosmos (نظام الكون) للدكتور كارل سيغان المعد للتلفزيون. أعاد البرنامج إشعال فتيل الاهتمام بالعلوم بسبب الطريقة المريحة التي اتبعها الدكتور سيغان في تقديم العلوم للجماهير حيث جعل الموضوع يبدو في متناول فهم كثير من الناس. كان أحد أهم المظاهر موسيقاه التصويرية. استخدام المسلسل مقاطع من موسيقى فانجيليس. ليس هناك شك أن تلك الموسيقى التصويرية ساهمت في شعبية المسلسل عالميا.
في 1973 أصدر ألبومه المنفرد الثاني وسماه Earth (الأرض). هذا الألبوم المعتمد على آلات القرع النحاسية كان يتضمن بوضوح نغمات بيزنطية خافتة تعكس تمسك فانجيليس بجذوره. تم تدشين الألبوم من خلال حفلة موسيقية في باريس بمسرح الأولمبيا في شهر فبراير 1974. كان ذلك الحدث محل مديح في الصحافة كما أنه أظهر براعة فانجيليس وتمكنه من التعامل مع عدد من الآلات الموسيقية.
في نفس تلك الفترة حظي فانجيليس بتقدير جديد في عالم الموسيقى. وعليه، قرر في 1975 أن ينتقل إلى لندن. وهناك أسس استوديو نيمو، وهي عبارة عن مختبر كبير وتجهيزات تسجيلات صوتية. حقق هذا المختبر طموح فانجيليس مما وفر له البيئة حيث يمكنه تطوير وتجريب أفكاره الموسيقية. أخيرا تمكن فانجيليس من تأليف موسيقاه دون قيود أو حدود.
كان أول ألبوم يخرج من استوديو نيمو باسم Heaven and Hell (الجنة والجحيم) الذي تم إطلاقه في نوفمبر 1975. تضمن الألبوم سيمفونية كورال ترانيم تم تأليفها بالكامل على لوحات مفاتيح إليكترونية وكان فانجيليس هو العازف على جميع الآلات. كان أول عرض للموسيقى في رويال ألبرت هول (قاعة ألبرت الملكية) وقوبلت بإشادة عالية من النقاد. جاء إصدار (النعيم والجحيم) ليضمن لفانجيليس مقعدا مطلا على المشهد الموسيقي العالمي، حاصدا العديد من الجوائز التقديرية.
في تلك السنة أصدر فانجيليس موسيقى تصويرية لفيلم فريدريك روسيف التسجيلي La Fête Sauvage (مهرجان البراري)، وهو فيلم تسجيلي عن الحياة البرية أعد للعرض السينمائي وتضمن أحد أوائل الأشكال الموسيقية "العالمية" World Music التي تمزج الإيقاعات الأفريقية مع الموسيقى الغربية المعاصرة.
جاء بعد ذلك ألبوم Albedo 0.39 (البيدو 0.39) الذي صدر في سبتمبر 1976. كان ذلك الألبوم متعلقا بالكون والنجوم. كان رحلة في استكشاف الإنسان لمجاهل الفضاء الخارجي.
في 1977 أصدر فانجيليس تسجيلا لموسيقاه التصويرية لفيلم No Oyes Ladrar Los Perros (أما تسمع نباح الكلاب) الذي أخرجه فرانسوا رايخنباخ الحائز على جوائز في صناعة السينما. كان الفيلم تصويرا لرواية خوان رافلو الكاتب المشهور في أمريكا اللاتينية التي تدور حول قصة مزارع يحمل ابنه الجريح في أرياف المكسيك بحثا عن طبيب.
وأيضا في ديسمبر 1977 أصدر ألبوم Spiral (لولبي) الذي استلهمه من الفلسفة الطاوية القديمة، مستكشفا طبيعة حركة الكون حركة لولبية. كان الألبوم يعج بعدد هائل من الأصوات المذهلة. كان الألبوم يتضمن مقطوعة To the Unknown Man (إلى الرجل المجهول) التي لا تنسى والتي حصدت جائزة مايدم العالمية للتوزيع الموسيقى لسنة 1978.
فانجيليس
ولد فانجيليس في ضاحية أغريا من مدينة فولوس في شمال اليونان. تم التعرف على مواهبه الموسيقية الأصيلة منذ نعومة أظفاره وهو في الرابعة من عمره. بعد عامين من ذلك، أي وهو في السادسة من عمره، قدم أولى حفلاته العامة عازفا على البيانو مقطوعة من تأليفه وكان ذلك حدثا غير مألوفا لطفل صغير لم يحصل على تدريب موسيقي منهجي.
في تلك السنوات الغضة لم يكن فانجيليس قانعا بعزف ألحان من تأليفه بل كان تواقا إلى خلق أسلوبا موسيقيا خاصا به. كان شغوفا باكتشاف أصوات جديدة ومعرفة طبيعة الأصوات من حوله. لم تبق مواهبه دون ملاحظة من قبل مدرسته وأسرته. كانوا يشجعونه بحماسة على متابعة موهبته الطبيعية وشجعوه على الدراسة في أكاديمية موسيقية للحصول على تدريب منهجي. إلا أن الصبي فانجيليس لم يكن مهتما بأن يصبح أحد عظماء عازفي البيانو أو قائدي الأوركسترا. لم يكن في نيته جعل الموسيقى مهنته. كان يفضل التجريب على أصوات جديدة. وبمضي الزمن تمكن فانجيليس من تطوير أسلوبه الفريد. كمراهق كان لديه "جوع" متأصل للمعرفة الموسيقية.كان يريد أن يوسع جميع الحدود، وشمل ذلك القيود في بلده اليونان.
انتقل إلى باريس في أواخر الستينيات ليؤسس فرقة موسيقى روك يونانية مؤثرة سماها Aphrodite’s Child (طفل أفروديت). كان نجاح الفرقة هائلا في أوروبا. ما زال آخر ألبومات الفرقة "666" يحظى بتقدير كبير ويظهر بانتظام في قوائم تسجيلات موسيقى الروك المفضلة. إضافة إلى عمله مع هذه الفرقة كان فانجيليس ينتج موسيقى تصويرية لأفلام سينمائية وأعمال تلفزيونية. في 1970 بدأ شراكة خلاقة مع أسطورة الأفلام التسجيلية فريدريك روسيف. خلال هذه الفترة ألف موسيقى تصويرية لعدد من الأفلام الوثائقية عن الفنون والحياة الفطرية.
اشهر مؤلفاته كانت الموسيقى التصويرية للمسلسل التلفزيوني L’Apocalypse des Animaux (رؤى الحيوان). في هذا العمل دمج فانجيليس منظومة من الأصوات الإليكترونية مع آلات الطبول. كانت تلك فرصة مميزة تمكن فانجيليس خلالها من تطوير أفكار خلاقة جديدة مما حرره من الضغوط التجارية المعتادة. ذلك المشروع كان بمثابة المنصة التي عرض عليها مواهبه في تأليف موسيقى تعبيرية مع تنفيذ توزيع موسيقي إليكتروني.
في 1968 تركت الاضطرابات الطلابية في باريس أثرا لا بمحي في نفس فانجيليس حيث تعرض لها بشكل مباشر عندما وصل إلى المدينة في أوج المظاهرات. في 1972 أبدع ألبوم متأثرا بتلك الأحداث. تم تقديم الألبوم بصفة وثيقة صوتية حيث تضمن أصوات المظاهرات في الشارع وأعمال الشغب وطلقات الرصاص. كما أن الألبوم تضمن أيضا ردود فعل الجمهور في الشارع. كل تلك الأصوات تم نسجها بشاعرية مع ترنيمات وموسيقى تشبه الحلم.